أبحاث ودراساتالأخباردراسات

دواء جديد يمكن أن يساعد في علاج أورام الدماغ العنيفة التي تنمو في أعماق الدماغ

تنمو هذه الأورام العميقة في الدماغ عادة في الطفولة، وحتى الآن لا توجد علاجات فعالة متاحة لمعالجتها. واحدة من التحديات كانت البحث عن أدوية يمكن أن تتجاوز من الدم إلى الدماغ بتراكيز كافية.

أظهر دواء واحد يُدعى ONC201 امل لأنواع أخرى من الأورام في الجهاز العصبي. بعد الأبحاث التي تشير إلى أنه يمكن أن يكون فعَّالا ضد DMG ذو تحور معين، قام فريق دولي من الباحثين بإجراء تجربة لاختبار هذا الدواء المانع لمستقبلات الدوبامين.

تم إجراء دراستين سريريتين على مجموعات من المتطوعين – الأولى تتألف من 30 طفلا ومراهقًا يعانون من DMG، والثانية تتضمن 40 فردًا بالغًا.

مدة البقاء الوسطية الكلية مع علاج ONC201 كانت 22 شهرًا للأورام التي لم تعاود الظهور، مع أن ثلثي المرضى تقريبًا عاشوا لمدة تزيد عن عامين. وهذا مقارنة بمدة البقاء الوسطية الكلية التي تتراوح بين 11 و 15 شهرًا بدون علاج.

قال طبيب أعصاب الأطفال والأورام العصبية كارل كوشمان من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة: “قبل هذه الدراسة، هناك أكثر من 250 تجربة سريرية لم تتمكن من تحسين النتائج.

كان الباحثون قد نظروا سابقًا إلى ONC201 كدواء للسرطان بسبب الطريقة التي يستهدف بها مسارات الأعصاب للمرسل الكيميائي الدوبامين – وهي مسارات غالبًا ما تكون أكثر وفرة في الأورام. سابقًا، أظهر ONC201 امل عند معالجة DMG مع التحور H3K27M. أظهرت الدراسات السابقة أيضًا أن المركب يمكن أن يتجاوز حاجز الدماغ والدم، الحاجز البيولوجي المدمج لأدمغتنا الذي يجعل توصيل الأدوية إلى الأورام في الدماغ أمرًا صعبًا بشكل خاص.

لذلك دفع هذا البحث الأخير، وهو تجربة سريرية من المرحلة الأولى، الفريق إلى جمع السائل النخاعي من المرضى للحصول على فهم أفضل لما كان يقوم به ONC201 – وتبين أنه يؤثر على ميتوكوندريا (أو محطات الطاقة) في خلايا السرطان، مما يزيد من مستويات مركب معين يُسمى L-2HG.

نتيجة لذلك، تم عكس الإشارات الإيبيجينية (مثل مفاتيح التشغيل/الإيقاف للجينات المحددة) المرتبطة بالورم والتي تساعد في انتشاره السريع إلى ما كانت عليه في الخلايا العادية تقريبًا. كلما استمر العلاج لفترة أطول، زاد هذا العكس.

قال عالم الأعصاب المرضي سريرام فينتي من جامعة ميشيغان: “هذا يمكن أن يفسر لماذا كانت هذه الفئة من المرضى تستجيب بشكل جيد للغاية للدواء، لأن لديها هذا التحور الإيبيجيني الخاص الذي يمكن إيقافه بواسطة ONC201”.

بينما نحن لا نزال بعيدين كثيرًا عن العثور على علاج نهائي لسرطان DMG، إلا أن هناك علامات جيدة تشير إلى أن لدينا الآن مركبًا يمكن أن يتجاوز دفاعات هذا الورم. إذاً، هناك دراسات سريرية إضافية قيد التنفيذ حاليًا تستكشف كيفية عمل ONC201 بالاشتراك مع علاجات أخرى.

في الوقت الحالي، تعتبر علاجات الإشعاع هي الخيار الرئيسي لمعالجة هذا النوع من السرطان، ولكن في منطقة بها حساسية كبيرة مثل الدماغ، يمكن أن تكون هناك آثار جانبية كبيرة. ولهذا السبب، يبحث العلماء عن خيار أكثر دقة واستهدافًا.

قال كارل كوشمان: “إنه ورم صعب جدًا فيما يتعلق بالعلاج”.

تم نشر البحث في مجلة “Cancer Discovery.”.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى