الأخبارمقالاتمقالات وتدوينات
هيئة الأسرى: ادارة السجون تستخدم الاهمال الطبي كسلاح لقتل الأسرى المرضى ببطء
تفاقمت سياسة الاهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى المصابين والمرضى في السجون الاسرائيلية بعد ال 7 من اكتوبر 2023، حيث أصبحت ادارة السجون تستخدمها كسلاح انتقامي ضد الاسرى، بحرمانهم من الرعاية الطبية و العلاج، حتى الذين يعانون منهم من أمراض مزمنة و اصابات خطيرة قد تودي بحياتهم، الى جانب ما يتعرضون له من ضرب و تنكيل دون مراعاة لحساسية وضعهم، مما أدى الى استشهاد عدد منهم ، و هذا مرشح للازدياد مع استمرار الانتهاكات الاسرائيلية أثناء الاعتقال و داخل السجون.
و في هذا السياق، قام محامو الهيئة بزيارة عدة سجون و تفقد أحوال الأسرى المرضى و ما يواجهونه من اهمال طبي وسوء تغذية و عنف جسدي ، انعكس سلبا على اجسادهم التي فقدت الكثير من وزنها و باتت هزيلة غير قادرة على مقاومة الامراض.
فالأسير حسام زهدي زحايقة – شاهين – ( 52 عام) من بلدة السواحرة/ القدس، نقل بشكل مفاجئ الى المستشفى و خضع لعملية جراحية، نتيجة الالتهابات الحادة التي اصابت قدميه بسبب مرض سكايبوس، و اهمال علاجه لفترة تزيد عن الشهرين، مما أدى الى فقدانه القدرة على الوقوف و أصبح يتنقل على كرسي متحرك.
و يقول الاسير: “بتاريخ 30/9/2024، وخلال العدد طلب مني الضابط الوقوف ، لكني ابلغته انني لا استطيع بسبب الألم الشديد بقدمي ، فهجم علي و داس على مكان الالتهاب بحذائه العسكري، و بعدها بعدة أيام تعرضت لاعتداء آخر فازداد الوضع سوء، مما أدى الى تدهور كبير على صحتي، نقلت على أثره الى عيادة السجن، وقاموا بتحويلي مباشرة الى العمليات لتنظيف الالتهاب، دون اعطائي تخدير، فتعذبت كثيرا نتيجة الألم القاتل الذي شعرت به”.
و يضيف شاهين ” شهر واحد بالاعتقال بعد الحرب على قطاع غزة يعادل 20 سنة اعتقال”.
علما أن الأسير يقبع في سجن نفحة، و كان قد اعتقل بتاريخ 28/01/2004، و صدر بحقه حكما بالسجن 22 عام.
أما الأسير محمد أبو عادي ( 50 عام)/ رام الله ، و المتواجد في سجن النقب، فحالته الصحية صعبة جدا، حيث يعاني من مجموعة أمراض(السكري، القلب، الضغط ، الفتاق، قرحة معدة و سكابيوس)، عدا عن تعرضه للضرب بداية فترة اعتقاله، مما أدى الى اصابته في كسور بالعمود الفقري و اضلاع الصدر، الى جانب نقصان شديد وسريع بالوزن بسبب سوء التغذية.
يذكر أن الأسير اعتقل بتاريخ 20/10/2023، و صدر بحقه حكما بالسجن الاداري 6 أشهر، تم تجديده مرتين، و من المتوقع الافراج عنه يوم 19/12/2024، و هو متزوج و أب ل 5 أبناء.
و فيما يتعلق بالأسير جواد اشتيه ( 50 عام) / نابلس، فقد لاحظ محامي الهيئة أثناء زيارته، أنه بالكاد يستطيع الرؤية وقد تمكن من الوصول الى الغرفة بصعوبة بالغة و بمساعدة أسير آخر، فهو يعاني من ضعف شديد بالنظر و لا يرى أمامه سوى بضع سنتيمترات ، و هذا يشكل خطرا كبيرا على حياته.
علما أن اشتيه محكوم بالسجن لمدة 30 عاما، و كان قد اعتقل سنة 2003، و هو يحمل شهادة ماجستير بالشؤون الاسرائيلية.
و من ضمن الحالات الصعبة، حالة الأسير ع. ص( 72 عام) من مدينة جنين ، القابع في سجن النقب، والذي يعاني من فقدان جزئي للذاكرة، و مشكلة بالنظر، الى جانب تواجد كيس بول مركب على جسده بشكل دائم لقضاء حاجته، و قد تدهور وضعه بشكل كبير مؤخرا بعد اصابته بمرض سكابيوس.