هل تطورت سلالة كورونا إكس بي بي 5.1 نتيجة التطعيم؟
بعد 3 سنوات من ظهور فيروس كورونا، سرعان ما أصبح البديل الجديد، “إكس بي بي 5.1” (XBB.5.1)، السلالة المهيمنة في أجزاء من الولايات المتحدة نتيجة مزيج قوي من الطفرات التي تجعل من السهل الانتشار على نطاق واسع، حتى بين أولئك الذين سبقت لهم الإصابة أو الذين تلقوا التطعيم، وذلك وفقا لتقرير في “واشنطن بوست” (Washington Post).
ارتفعت حالات “إكس بي بي 5.1″، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه السليل “الأكثر قابلية للانتقال” حتى الآن لمتغير “أوميكرون” (omicron)، من 2% بالكاد من الحالات في الولايات المتحدة بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى أكثر من 27% في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، وفقا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
هل تطورت سلالة “إكس بي بي 5.1” نتيجة التطعيم؟
رغم عدم وجود دليل حتى الآن على أن “إكس بي بي 5.1” أكثر ضراوة من سابقيه، فإن دوامة المعلومات المضللة الأخيرة التي تربط بين التطعيم وظهور المتغيرات الجديدة قد ألقت الضوء على هذه السلالة الأخيرة، وأثارت مخاوف بعض خبراء الصحة من أنها قد تنتشر أكثر.
قال فون كوبر، أستاذ علم الأحياء التطوري في جامعة بيتسبرغ، إن “إكس بي بي 5.1 لم يتطور لأن الناس تم تطعيمهم، لنكن صريحين، بل الطريقة التي تطور بها هي أن الناس أصيبوا بفيروسات متعددة في الوقت نفسه”.
يقول علماء الفيروسات الذين درسوا “إكس بي بي 5.1” إنه لا يبدو أفضل في الهروب من الأجسام المضادة مقارنة بأسلافه المتهربين من المناعة، ولكنه أفضل في الارتباط بالخلية والتكاثر. وهذا يعني أنه يمكن أن يصبح السلالة المهيمنة في المجتمع، لكنه لا يفاقم بالضرورة أعراض مرض كوفيد -19.
يحث مسؤولو الصحة الأميركيون على الحصول على جرعة معززة من لقاح فيروس كورونا الجديد المصمم لمتغيرات أوميكرون الفرعية للحماية من الزيادة المتوقعة للإصابات في فصل الشتاء.
وقال جيسي بلوم، عالم الأحياء التطوري في مركز فريد هاتشينسون للسرطان في سياتل، إن العديد من الدراسات حاولت فحص إن كانت متغيرات كوفيد-19 تنتشر بشكل أسرع في المواقع ذات معدلات التطعيم المرتفعة، لكن هذه الفرضية لم يثبت أي دليل يدعمها.
ويؤكد بلوم أن “إكس بي بي 5.1” هو نوع من أحدث متغير، في ما يبدو أنها عملية مستمرة لتطور الفيروس، وأن هذا الفيروس نفسه يمكن أن يشهد طفرات أخرى.
توضيحات إدارة الغذاء والدواء الأميركية
في بيان أصدرته إدارة الغذاء والدواء الأميركية يوم الجمعة الماضي، قالت إنها لا تتوقع أن عقار “إيفوشيلد” (Evusheld) سوف يحيد “إكس بي بي 5.1″، وهذا يعني أن “إيفوشيلد” ربما لا يوفر الحماية ضد تطور كوفيد-19 لدى الأفراد الذين تلقوا هذا العقار وتعرضوا لاحقا لـ”إكس بي بي 5.1″.
وأضافت إدارة الغذاء والدواء “مع ذلك، فإننا ننتظر بيانات إضافية للتحقق من أن إيفوشيلد ليس نشطا ضد إكس بي بي 5.1، سوف نقدم المزيد من التحديثات حالما تتوفر معلومات جديدة.
وعقار إيفوشيلد هو علاج يعتمد على حقن “الأجسام المضادة أحادية النسيلة” (Monoclonal Antibody)، ويتم تناوله بشكل استباقي للمساعدة في تعزيز الاستجابة المناعية لدى الفئات المعرضة للخطر، ويساعد على حمايتها لمدة تصل إلى 6 أشهر.
ويعطى إيفوشيلد على جرعتين عن طريق الحقن، لكنه لا يعوض التطعيم كما يؤكد الخبراء، إذ لا يزال يُعتقد أن اللقاحات هي الأفضل لتقليل خطر دخول المستشفى بسبب كوفيد-19.
كما يُعطى إيفوشيلد للأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح بسبب المخاطر الصحية المحتملة وفقا لسجلاتهم الطبية، مثل ردود الفعل التحسسية.
انتشار في ألمانيا
من جهته، قال عالم الأوبئة هايو تسيب، من معهد لايبنيتس الألماني لأبحاث الوقاية من الأمراض وعلم الأوبئة في مدينة بريمن، إنه “يمكن القول، بشيء من اليقين التنبؤي إن هذا المتحور سيصبح السائد في بلدنا أيضا”.
وأضاف أن المتحور “إكس بي بي 5.1” ينتشر في ظل ضعف المناعة لدى الأشخاص الذين حصلوا على تطعيم أو أصيبوا بالعدوى منذ بعض الوقت، مشيرا إلى أن المتحور انتشر أولا في الولايات المتحدة، ثم سينتشر في ألمانيا.
ومع ذلك، يؤكد تسيب أن عدد الحالات المرصودة بالمتحور “إكس بي بي 5.1” في ألمانيا لا يزال منخفضا للغاية في الوقت الحالي، وقال “ليست هناك بعد حاجة للتفكير في تدابير جديدة”.