أبحاث ودراساتالأخباربحوث علميةدراسات

أسباب فقدان السمع المؤقت والدائم لدى الأطفال

شدّدت الدكتورة سامانثا آن على أهمية زيادة ‫الوعي حول ضرورة التدخل المبكر لتحديد مشكلات السمع عند الرضّع والأطفال ‫والتعامل معها بأسرع وقت ممكن.

‫وأوضحت المديرة الطبية في برنامج اضطرابات الأذن والسمع لدى الأطفال في ‫مستشفى “كليفلاند كلينك”، أنه كلما تم تحديد صعوبات ومشكلات السمع لدى ‫الأطفال والتعامل معها في وقت مبكّر، ازدادت احتمالية أن تتحسّن قدرة ‫الطفل على النطق إضافة إلى لغته ومهاراته الاجتماعية إلى أقصى حد ممكن.

و أضافت الدكتورة آن “تعد الفحوصات الشاملة للسمع لدى الأطفال ‫حديثي الولادة مهمة للغاية في اكتشاف مشكلات السمع والتعامل معها في وقت ‫مبكر. وقد ثبت أن التدخل المبكّر ومحاولة معالجة المشكلات من خلال تركيب ‫المعينات السمعية أو غرسات القوقعة الصناعية -على سبيل المثال- له ‫تأثير إيجابي واضح في تعزيز استيعاب الكلام وتحسين المهارات اللغوية لدى ‫الأطفال المصابين بفقدان السمع”.

‫وكانت الدكتورة آن جزءا من مراجعة بحثية جديدة بقيادة فريق من ‫الاختصاصيين في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال نُشرت الشهر الماضي في ‫مجلة طب الأنف والأذن والحنجرة – جراحة الرأس والرقبة، والتي تدعم ‫الأدلة المثبتة بأن زراعة غرسات القوقعة الصناعية في وقت مبكّر تؤدي إلى ‫تحسين نتائج السمع.

‫قبل عمر 12 شهرا

‫وراجع الفريق 17 دراسة غطت 642 رضيعا تتراوح أعمارهم من 2 إلى 12 شهرا ‫في وقت إجراء عمليات الزرع، وخلصوا إلى أنه يجب إجراء عمليات زراعة ‫القوقعة قبل عمر 12 شهرا، أو بمجرد أن يصبح الطفل لائقا طبيا وسمعيا ‫وجراحيا. ويعود ذلك إلى كون هذا العمر يشكل فترة زمنية مهمة بالنسبة ‫للأطفال لاكتساب القدرة على النطق والكلام ولأن إجراء عمليات الزراعة ‫خلال هذه الفترة أكثر أمانا مقارنة بمراحل لاحقة.

‫وأشارت الدكتورة آن إلى أن بعض الأطفال يولدون مع صعوبات في السمع، ‫بينما يمكن أن يصاب آخرون بمشكلات في السمع في وقت لاحق من حياتهم.

‫وتشمل العلامات التي تشير إلى وجود صعوبة في السمع أو النطق، عدم تحدث ‫الأطفال تماما مثل زملائهم، أو طلب الحصول على الأشياء بشكل متكرر. ‫وأضافت الدكتورة آن “من المهم للغاية إعلام الطبيب المختص عند الشك ‫بوجود أي صعوبات في السمع لدى الطفل. وقد تكون بعض المشكلات مؤقتة أو ‫أكثر خطورة أو حتى دائمة، لذا من المهم التحرك بمجرد ملاحظة المشكلة”.

‫أسباب الفقدان المؤقت للسمع

لفتت الدكتورة آن إلى أن مشكلة الفقدان المؤقت للسمع غالبا ما يتم ‫علاجها، وتشمل الأسباب المحتملة لمثل هذه المشكلات ما يلي:

الانسداد

يفشل بعض الأطفال في فحوصات السمع التي تجريها ‫مدارسهم. وفي مثل هذه الحالات، يجب على الوالدين إجراء فحوصات جديدة ‫للطفل لدى اختصاصي السمع. ويمكن أن يكون السبب مجرد وجود شمع زائد في ‫الأذن، ولكن من المهم إجراء المزيد من الفحوصات.

العدوى

يتسبب الزكام أو الفيروسات في بعض الأحيان في فقدان ‫مؤقت للسمع بسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى. وستلاحظ على الأرجح هذه ‫المشكلة عندما يبدأ الطفل بالذهاب إلى الحضانة. ويحد الاحتقان والسوائل ‫في الأذن والناتجة عن العدوى من حركة طبلة الأذن. وعندما تختفي العدوى ‫و/أو السوائل، يعود السمع إلى الوضع الطبيعي.

الصدمات

إذا تعرض الطفل لصدمة في الرأس، فقد يكون فقدان ‫السمع مؤقتا بسبب تدفق الدم إلى الأذن الوسطى، ولكن إذا تسببت الضربة ‫بكسر في العظم الصدغي، حيث تقع الأذن الداخلية، فقد يؤدي ذلك أيضا إلى ‫فقدان السمع. وربما لا يكون بمقدور الجّراح إصلاح هذا النوع من مشكلات ‫فقدان السمع.

‫أسباب الفقدان الدائم للسمع

وبيّنت الخبيرة أن هناك العديد من المشكلات الأكثر خطورة التي يمكن أن ‫تتسبب في فقدان السمع بشكل دائم لدى الأطفال، بما في ذلك:

العوامل الجينية

تتسبب بعض المتلازمات والاضطرابات الجينية ‫الموروثة في فقدان السمع عند الأطفال.

تشوهات الأذن

يمكن أن يولد الأطفال بتشوهات في الأذن، بما في ‫ذلك الأذن المشوهة أو قنوات الأذن الضيقة أو المسدودة.

التعرض للضوضاء

يمكن للضوضاء، التي تزيد شدتها على 85 ديسيبلا ‫(معظم المشغلات الموسيقية المحمولة تصل إلى 100 ديسيبل) أن تلحق أضرارا ‫بخلايا الشعر الصغيرة في الأذن. ويمكن أن يتسبب التعرض قصير المدى لمثل ‫هذا النوع من الضوضاء في فقدان السمع المؤقت أو الدائم (في اليوم التالي ‫للحفل الموسيقي، على سبيل المثال). ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض طويل ‫الأمد للضوضاء إلى تلف خلايا الشعر بشكل دائم.

الصدمات

إذا تعرض الطفل لضربة قوية في الرأس، فقد يتسبب ذلك ‫في تلف الأعصاب. ولا يمكن للأطباء إصلاح هذا الضرر، ولكن قد يشمل العلاج ‫أنواعا مختلفة من أجهزة السمع.

الأمراض

قد يتسبب التهاب الدماغ والتهاب السحايا في بعض ‫الأحيان في فقدان السمع الدائم لدى الأطفال.

‫وأوصت الدكتورة آن الوالدين بالتحدث لطبيب الأطفال عندما يعتقدون أن ‫طفلهم يعاني من مشكلة في السمع. وقد يطلب الطبيب إحالة الطفل إلى ‫اختصاصي سمع أو أذن.

وسيساعد هذا الإجراء في تحديد ما إذا كان العلاج ‫متاحا أم لا، أو إذا كان بالإمكان اتخاذ خطوات أخرى للحد من الضرر، الذي ‫يمكن أن يسببه فقدان السمع لنمو الطفل. ومن الأفضل دائما معرفة نوع ‫المشكلة ومسبباتها في أسرع وقت ممكن.

المصدر : الألمانية + الجزيرة

 

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى