الشبكات الاجتماعية وآثارها الضارة على صحة الأطفال والمراهقين
في تطورات سريعة للتكنولوجيا الرقمية، أصبحت الشبكات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثير من الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، قد أطلق أعلى مسؤول طبي في الولايات المتحدة تحذيرًا مهمًا حول آثار هذه الشبكات الاجتماعية على صحة النفسية للأطفال والمراهقين، مؤكدًا أنها يمكن أن تتسبب في “آثار ضارة جدا”. وفي تقرير نُشر الثلاثاء، دعا عمالقة التكنولوجيا إلى التحرك العاجل لمواجهة هذه المخاطر.
تأثير الشبكات الاجتماعية على الصحة النفسية:
تعتبر الشبكات الاجتماعية أداة قوية للتواصل والتواصل الاجتماعي، ولكنها أيضًا قد تحمل تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. وفقًا للتقرير الذي أصدره أعلى مسؤول طبي في الولايات المتحدة، فإن استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق وانخفاض مستويات التواصل الاجتماعي الواقعي.
أحد التأثيرات الرئيسية للشبكات الاجتماعية هو الضغط النفسي الذي يمكن أن يفرضه الاحتكار المستمر للوقت والانتباه. ينشغل الأطفال والمراهقون في التفاعل المستمر مع وسائل التواصل الاجتماعي مما يؤثر على تركيزهم وقدرتهم على التفاعل الواقعي مع العالم من حولهم. وتزداد هذه المشكلة تعقيدًا مع التواجد المستمر للمحتوى السلبي والتنمر عبر الشبكات الاجتماعية، مما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية وانخفاض الثقة بالنفس لدى الأطفال والمراهقين.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل خوارزميات الشبكات الاجتماعية على تعزيز الانغماس في العالم الافتراضي وخلق ثقافة الاعتماد على عدد المعجبين والإعجابات كمؤشر على الذات والقبول الاجتماعي. هذا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الهوية والقلق والضغط النفسي لدى الأطفال والمراهقين الذين يسعون جاهدين لتحقيق المثالية والتأكد من القبول الاجتماعي عبر الشبكات الاجتماعية.
الدعوة إلى التحرك:
بناءً على هذه المخاطر الجديدة المرتبطة بالشبكات الاجتماعية، فإن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات من قبل عمالقة التكنولوجيا للتصدي لهذه المشكلة. يجب أن يتعاون المسؤولون الحكوميون والمنظمات غير الحكومية والشركات التكنولوجية لتطوير سياسات وأدوات تعزز الاستخدام الصحي للشبكات الاجتماعية وتحمي صحة الأطفال والمراهقين.
على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن الإجراءات المقترحة زيادة الوعي بالمخاطر النفسية للشبكات الاجتماعية وتوفير المعلومات والتوجيه للآباء والمربين حول كيفية توجيه ومراقبة استخدام الأطفال والمراهقين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعمل الشركات التكنولوجية على تطوير أدوات وخيارات تسمح للمستخدمين بضبط إعدادات الخصوصية وتقييد الوقت المنقضي على الشبكات الاجتماعية، وتقديم طرق للتبليغ عن المحتوى الضار أو التنمر للتعامل معه بشكل فعال.
علاوة على ذلك، ينبغي أن تتعاون المؤسسات التعليمية والمدارس مع العائلات لتوفير برامج تثقيفية وتوعوية تعنى بالاستخدام السليم للشبكات الاجتماعية وتعزيز الوعي بالمخاطر النفسية المحتملة. يجب تعزيز التحدث عن الصحة النفسية وتعزيز القدرات النفسية والعاطفية لدى الأطفال والمراهقين لمواجهة التحديات النفسية المرتبطة بالشبكات الاجتماعية.
المصدر : تجمع الاطباء الفلسطينيين المستقلين