تجمع الأطباء الفلسطينيين المستقلين يشارك في مؤتمر الائتلاف النقابي الخامس بإسطنبول
الواقع النقابي في الضفة الغربية ما بعد طوفان الأقصى
شارك “تجمع الأطباء الفلسطينيين المستقلين” في فعاليات مؤتمر الائتلاف النقابي الخامس الذي عُقد الخميس الماضي في مدينة إسطنبول، ممثلًا بنائب رئيس التجمع الدكتور خالد عمران، الذي ألقى كلمة مؤثرة تناول فيها الواقع النقابي والوطني في الضفة الغربية عقب بدء عملية “طوفان الأقصى”.
وفي مستهل كلمته، ترحّم الدكتور عمران على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة ممنهجة تستهدف وجوده في الأرض الفلسطينية التاريخية، من غزة والضفة إلى القدس ومخيمات اللجوء والشتات.
تصعيد خطير في الضفة الغربية
تناولت الكلمة تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس منذ بداية “طوفان الأقصى”، حيث سُجلت أرقام مقلقة:
-
أكثر من 1000 شهيد.
-
أكثر من 5000 جريح.
-
نحو 10,000 حالة اعتقال.
-
أكثر من 2000 منشأة تجارية هُدمت بحجة عدم الترخيص، شملت حتى المناطق المصنفة “ب” الخاضعة إدارياً للسلطة الفلسطينية.
أما في المخيمات، فالمشهد أكثر مأساوية:
-
مخيم طولكرم: تدمير أكثر من 200 منزل.
-
مخيم نور شمس: تدمير أكثر من 150 منزلًا.
-
مخيم جنين: تدمير أكثر من 600 منزل خلال الاجتياح المستمر منذ أكثر من شهرين، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 2500 منزل، ونزوح ما يزيد عن 50,000 شخص من سكان جنين وطولكرم.
تصعيد استيطاني منظم
أشار الدكتور عمران إلى تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، كشف عن:
-
مصادرة 52,000 دونم من الأراضي.
-
إقامة 12 منطقة عازلة حول المستوطنات.
-
إعداد 182 مخططًا استيطانيًا لبناء نحو 23,000 وحدة استيطانية، تمت المصادقة النهائية على 6,300 وحدة منها.
-
ارتفاع عدد الحواجز والبوابات العسكرية إلى أكثر من 1700، ما زاد من عزل المدن والقرى الفلسطينية.
انعكاسات اقتصادية واجتماعية مدمرة
أكدت الكلمة أن هذه الاعتداءات أدت إلى تدهور اقتصادي حاد في الضفة الغربية، تجلّى في:
-
عجز السلطة الفلسطينية عن دفع الرواتب.
-
انكماش اقتصادي تجاوز 20%.
-
ارتفاع معدل البطالة بنسبة 35% مقارنة بالنسب السابقة.
كما تراجعت الحركة العمرانية بشكل ملحوظ، في ظل بدء تطبيق خطة “سموتريتش” لضم الضفة الغربية تدريجيًا، والتي تقوم على هدم المنازل بوتيرة تفوق البناء، حتى في المناطق المصنفة “أ” و”ب”، مما يشير إلى توجه عملي لتنفيذ التهجير القسري.
آثار مدمرة على البنى التحتية والمؤسسات
نتيجة العدوان المتكرر، أصبحت البلديات والمؤسسات النقابية والصحية تعمل في مسارات إغاثية لتلبية الاحتياجات المتزايدة. فقد اضطرت البلديات إلى التدخل لإصلاح البنى التحتية المتضررة وتأمين مساكن بديلة للمهجرين. أما المؤسسات الصحية، فتحولت إلى ملاجئ للنازحين، ما زاد الضغط على طاقاتها وخدماتها المحدودة أصلًا، وسط اعتداءات متكررة على كوادرها وتجهيزاتها.
تدخلات ميدانية نفذها “تجمع الأطباء الفلسطينيين المستقلين”
استجابةً لهذه الكارثة الإنسانية، نفذ التجمع سلسلة من المشاريع الطبية والإغاثية، شملت:
-
تنظيم أيام طبية مجانية موسعة في جنين وطولكرم، تضمنت فحوصات وتشخيصًا وتوزيعًا للأدوية.
-
تشغيل عيادة متنقلة لخدمة المناطق المتضررة.
-
توزيع حقائب إسعاف أولي في المناطق التي يصعب الوصول إليها خلال الاجتياحات.
وفي قطاع غزة، ساهم التجمع في:
-
توفير مستلزمات الأطفال مثل الحليب وغيرها.
-
دعم مطابخ خيرية (تكيات).
-
إطلاق حملات دعم وإغاثة بالتنسيق مع النقابات المهنية الأخرى.
دعوة للدعم والإسناد النقابي الدولي
في ختام كلمته، شدد الدكتور عمران على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة جزء من مخطط استيطاني شامل يستهدف الكل الفلسطيني دون تمييز. ودعا النقابات المهنية في العالم إلى ضرورة التحرك العاجل لدعم وإسناد النقابات الفلسطينية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني عبر كافة الوسائل المتاحة، للحفاظ على وجوده وصموده في وجه هذا العدوان المستمر.