أبحاث ودراساتالأخباربحوث علميةدراسات

أمراض الأمعاء المزمنة هل تعد مانعاً للحمل؟

عندما يتعلق الأمر بأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، تواجه النساء المصابات بهذه الأمراض تحديات إضافية فيما يتعلق بالحمل والإنجاب. ومع ذلك، فإن الأبحاث الحديثة والمعلومات الطبية تشير إلى أن هذه الأمراض ليست بالضرورة مانعاً مطلقاً من الحمل، وأن النساء اللاتي يعانين منها قد يكون لديهن فرصة للحمل والإنجاب بنجاح.

تعد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة حالات صحية معقدة، يتم فيها التهام الأمعاء الغليظة بالتورم والتقرحات. وتصاحب هذه الأمراض أعراضاً مزعجة مثل آلام البطن والإسهال المزمن وفقدان الوزن. وعلى الرغم من أنها تصيب في الغالب الشباب، إلا أنها يمكن أن تتأثر بها النساء في سن الإنجاب.

في الماضي، كانت هناك مخاوف بشأن تأثير أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة على الحمل والأمومة. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن النساء اللاتي يعانين من هذه الأمراض يمكنهن تحقيق الحمل والإنجاب بنجاح في ظل المراقبة الطبية الجيدة والرعاية المناسبة.

تشير الجمعية الألمانية لطب الجهاز الهضمي إلى أن استقرار حالة المريضة وتحقيق تحكم جيد في الأعراض قبل الحمل هو أمر حاسم. ينبغي أن تعمل المريضة بالتعاون مع فريق الرعاية الصحية، بما في ذلك أخصائي الأمراض الجهازية والمستشار الاستشاري في التغذية،تحقيق تحسين في حالتها الصحية قبل الحمل. قد يتطلب ذلك تعديلات في نظامها الغذائي واستخدام الأدوية المناسبة للسيطرة على الأعراض. قد يوصي الأطباء أحيانًا بتأجيل الحمل حتى تتحسن حالة المريضة وتستقر الأعراض بشكل أفضل.

من الأمور الهامة التي ينبغي مراعاتها خلال فترة الحمل للنساء المصابات بأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة هي تواصلهن مع فريق الرعاية الصحية. يجب أن تتم مراقبة الحالة الصحية للمرأة وتقييمها بانتظام للتأكد من استقرارها وسلامة الجنين. قد يكون هناك حاجة إلى تعديلات في العلاج أو الجرعات المستخدمة للحفاظ على صحة الأم والطفل.

من الجوانب الإيجابية، تشير البعض من الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعانين من أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة قد يكون لديهن نسبة أقل من الخطر في التعرض للمشاكل التي تصيب الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري الحملي. قد تشهد بعض المرأة تحسنًا في أعراض المرض خلال فترة الحمل، وقد يستمر هذا التحسن حتى بعد الولادة.

مع ذلك، يجب أن يكون الاهتمام الطبي والمتابعة الدورية مستمرين خلال فترة الحمل وبعدها. ينبغي على النساء المصابات بأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة أن يتعاونن مع أطبائهن لتحقيق توازن مثلى بين صحتهن وصحة الجنين والتأكد من سلامتهما على مدار فترة الحمل.

المصدر : تجمع الاطباء الفلسطينيين المستقلين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى