النوبة القلبية لدى النساء أخطر منها لدى الرجال.. لماذا؟
على عكس الأعراض التقليدية للنوبة القلبية التي تظهر على الرجال، هناك علامات غير نمطية وغير محددة للمرض نفسه لدى النساء، مما يؤخر تشخيصهن بالنوبة القلبية في كثير من الأحيان. فما السبب في هذا الاختلاف؟
يعاني أكثر من 300 ألف شخص في ألمانيا من نوبة قلبية كل عام. وفي السنوات الأخيرة، كان متوسط عدد من يموتون سنويا بسبب النوبة القلبية في البلاد يتراوح بين نحو 44 ألفا و49 ألف شخص، ويزيد عدد الرجال قليلا عن عدد النساء، وفقا لتقرير في دويتشه فيله.
تعد أمراض القلب والأوعية الدموية -بفارق كبير- السبب الأكثر شيوعا للوفاة في ألمانيا عموما، وهذه الأمراض خطيرة بشكل خاص على النساء، لأن الأعراض غالبا ما تكون غير محددة وتظهر بشكل مختلف عن الرجال.
أعراض غير تقليدية للنوبة القلبية لدى النساء
الأعراض التقليدية للنوبة القلبية تظهر بشكل رئيسي على الرجال. ورغم أن هذه العلامات يمكن أن تظهر أيضا على النساء، فإنها أقل شيوعا؛ لهذا السبب، قد يتأخر تشخيصهن.
ومن هذه الأعراض المعتادة:
- ضيق شديد في منطقة الصدر (الذبحة الصدرية)
- ألم وخدر في الذراعين والساقين
- وجه شاحب
- آلام الرقبة والكتف والفك أو الظهر
في المقابل، هناك علامات غير نمطية وغير محددة للإصابة بالنوبة القلبية لدى النساء في كثير من الأحيان. وتشمل هذه العلامات:
- ضيق التنفس
- استفراغ وغثيان
- عسر الهضم
- النوم المضطرب والتعب المستمر
- الألم في الجزء العلوي من البطن والضغط والضيق في الصدر
كما يمكن أن تطرأ أعراض أخرى، ومنها: تكرار الغثيان أو الإرهاق والدوخة لعدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر قبل النوبة القلبية الفعلية.
كشفت دراسات سابقة من أميركا وكندا والنرويج أن أولى هذه العلامات ظهرت لدى النساء قبل عام تقريبا من الإصابة بنوبة قلبية.
ونظرا لأن كلا من المريضات والأطباء لا يتعرفون على العلامات التحذيرية للنوبة القلبية في وقت مبكر، غالبا ما يتم تشخيص حالة القلب والبدء في علاجها بعد فوات الأوان. فكثير من النساء لا يتعرفن على الأعراض أو لا يرغبن في زيارة الطبيب بسبب اعتقادهن وجود أعراض يسيرة فقط.
صعوبة في التعرف على أمراض القلب لدى النساء
سبب آخر قد يجعل الأطباء يواجهون صعوبة في التعرف على أمراض القلب لدى النساء هو أن المريضات يصفن الأعراض بشكل مختلف عن الرجال؛ إذ يشتكين في كثير من الأحيان من التوتر، ويتحدثن أكثر عن المخاوف والمشاعر بدلا من الإشارة إلى الأعراض الجسدية؛ وهذا بدوره يدفع الأطباء إلى إجراء تشخيصات خاطئة.
عوامل الخطر لدى النساء
عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب التاجية، التي تشمل التدخين وتناول الكثير من الدهون وضغط الدم المرتفع، والسكري، وزيادة الوزن وقلة الحركة، هي نفسها بالنسبة للنساء والرجال.
غير أن النساء المصابات بداء السكري أكثر عرضة بـ3 مرات، من الرجال المصابين بالسكري، للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وفق مؤسسة القلب الألمانية.
النساء المدخنات اللائي يتناولن حبوب منع الحمل ويعانين أيضا من زيادة الوزن معرضات للخطر بشكل خاص. هناك أيضا اختلاف بين الجنسين في العمر الذي تحدث فيه النوبة القلبية.
وفق جمعية القلب الألمانية، تتمتع النساء بحماية جيدة حتى سن اليأس لأن الهرمونات الأنثوية تقلل من مخاطر تكلس الأوعية الدموية والشرايين وعواقبها خلال مرحلة الخصوبة من الحياة. لكن إذا انخفض إنتاج الهرمون، تقل الحماية أيضا في الوقت نفسه، حينها تتعرض النساء لخطر الإصابة بالأمراض نفسها مثل الرجال.
وينصح الأطباء النساء باتباع أسلوب حياة صحي ابتداء من سن الـ50 للوقاية من النوبات القلبية؛ وذلك بالاهتمام بنظام غذائي متوازن وتجنب النيكوتين، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
كما يمكن أن تساعد ممارسة الكثير من التمارين الرياضية النساء بشكل كبير في هذه السن.