هل يتلقى الرجال والنساء نصائح متشابهة للحفاظ على صحة القلب؟
عٌرضت نتائج الدراسة بمؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب/آسيا (ESC Asia) والذي تم عقده بسنغافورة ديسمبر/كانون الأول الحالي.
أظهرت دراسة حديثة أن النصائح الطبية -التي توجه للرجال لتقليل خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية- تختلف عن تلك التي يتم اعطاؤها للنساء، الأمر الذي يخالف التوصيات الطبية.
وتُنصح النساء وفقاً للدراسة بأن يحسنًّ من النظام الذي يتبعنه في حياتهن، في حين ينصح الرجال بأخذ أدوية تُخفض الدهون من عائلة الستاتينات (Statins).
وعرضت نتائج الدراسة بمؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب/آسيا (ESC Asia) والذي تم عقده في سنغافورة مطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي، بتنظيم من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (European Society of Cardiology (ESC)) وجمعية آسيا والمحيط الهادي لأمراض القلب (The Asian Pacific Society of Cardiology (APSC)) واتحاد دول جنوب شرق آسيا لأمراض القلب The Asean Federation of Cardiology (AFC)). وكتب عن الدراسة موقع “يوريك ألرت” (EurekAlert).
نصائح تقليل حدوث الأمراض
ووفقاً للمؤلف الأول للبحث الدكتورة بريما وولانداري من كلية الطب بجامعة هارفرد ومستشفى ماساتشوستس العام، فإن هذه الدراسة قد أظهرت أنه يتم إخبار النساء بأن عليهن إنقاص أوزانهن وممارسة الرياضة والتحسين من النظام الغذائي الذي يتبعنه لتقليل خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما يطلب من الرجال تناول أدوية خافضة للدهون. يأتي ذلك رغم أن التوصيات الطبية نفسها تنطبق على الجنسين.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن العلاج المقدم للمصابات بأمراض القلب والأوعية الدموية يكون أقل حدة من ذلك الذي يقدم للرجال. وقد جاءت هذه الدراسة استكمالاً للجهود السابقة لمعرفة ما إذا كانت الفروقات بين الجنسين ممتدة للنصائح الهادفة لتقليل من خطورة حدوث هذه الأمراض.
واستخدمت الدراسة بيانات المرضى المتوافرة من المسح الوطني الأميركي لفحص الصحة والغذاء (the US National Health and Nutrition Examination Survey (NHANES)) الفترة ما بين 2017 و2020. واشتملت على أكثر من 8 آلاف رجل وامرأة لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وتتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاما.
وقد صنف المرضى بأنهم في عرضة متزايدة لأمراض القلب والأوعية الدموية -وفقا لمقياس الخطورة- والذين يعتبرون مؤهلين لتلقي الأدوية الخافضة للدهنيات من عائلة الستاتينات (statins) وقد بلغ عددهم 2924 مريضا.
نتائج المقارنة
وقام الباحثون بعد ذلك بمقارنة احتمالية تلقي كل من الرجال والنساء للستاتينات بالمجموعة التي أظهر التحليل أن أصحابها مؤهلون لتلقي الستاتينات. وقاموا كذلك بحساب احتمالية تلقيهم لنصائح تتعلق بإنقاص الوزن وتقليل استهلاك الأطعمة المحتوية على الدهون وممارسة التمارين الرياضية والتقليل من تناول الملح.
وقام الباحثون بتعديل التحليل الإحصائي وفقاً للعمر وخطورة الإصابة بأمراض القلب، ومؤشر كتلة الجسم ومعدل ضربات القلب في وضعية الراحة، ودرجة الاكتئاب بالإضافة إلى الحالة التعليمية.
وأظهرت نتائج التحليل أن احتمالية تلقي الرجال للستاتينات أعلى بـ 20% من النساء. في المقابل فإن احتمالية أن تنصح النساء بإنقاص أوزانهن تزيد على الرجال بـ 27%، واحتمالية أن ينصحن بممارسة الرياضة تزيد عن الرجال 38%. وفيما يتعلق بالحمية الغذائية، فالتوصيات كانت للنساء أعلى منها للرجال فيما يتعلق بالتقليل من الملح بنسبة 27% وتقليل الدهون او السعرات الحرارية بنسبة 11%.
وتابعت الدكتورة وولانداري التحليل بمراجعة الأبحاث المنشورة لإيجاد سبب ما يفسر هذه النتائج، لتصل إلى أنه ربما يعزى ذلك إلى الفهم الخاطئ بأن النساء أقل عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وأشارت إلى أن النتائج تظهر أهمية زيادة الوعي لدى العاملين بالرعاية الصحية بضرورة تلقي الرجال والنساء النصائح المناسبة وفقا لأحدث المعلومات المتوافرة للحفاظ على صحة القلب.
توصية الجمعية الأوروبية
وللحد من أمراض القلب، توصي الجمعية الأوروبية لأمراض القلب البالغين من كافة الأعمار أن يقوموا بممارسة تمارين رياضية متوسطة الحدة لمدة تتراوح بين 150 وحتى 300 دقيقة أسبوعياً أو 75 إلى 150 دقيقة من التمارين عالية الحدة، أو خليط من التمارين متوسطة وعالية الحدة تكافئ بمجموعها إحدى التوصيتين.
وتوصي أيضا الناس جميعاً بأن يقلعوا عن التدخين، وباتباع نظام غذائي صحي مؤكدة على احتوائه على أغذية من أصول نباتية كالحبوب الكاملة والخضار والفاكهة والبقوليات والمكسرات وأن يتم تقليل الملح عن 5 غرامات في اليوم الواحد.
كما ينصح ذوو الوزن الزائد أو الذين يعانون من السمنة بإنقاص أوزانهم. فإنقاص الوزن يساهم بالتقليل من ضغط الدم والدهنيات واحتمالية الإصابة بداء السكري، وبالتالي يساهم في تقليل احتمالية حدوث أمراض القلب والشرايين. ويتم وصف الستاتينات لبعض المرضى بناء على معايير محددة تشمل العمر وخطورة حدوث أمراض القلب والشرايين لدى الشخص.
المصدر : الجزيرة +يوريك ألرت