مركب جديد يمنع تكاثر فيروس الإنفلونزا
تمكن باحثون من مجموعة التميز المناعي البحثية في جامعة بون (the Cluster of Excellence ImmunoSensation2 at the University of Bonn) في ألمانيا بالشراكة مع باحثين يابانيين من استخدام مركب كيميائي تنتجه البكتيريا للحد من تكاثر فيروس الإنفلونزا.
وقد يسهم البحث في تطوير علاج جديد لفيروس الإنفلونزا يتكامل مع العلاجات الحالية، ونشرت نتائجه في مجلة “ساينس” (Science) في مطلع شهر فبراير/شباط الحالي وكتب عنها موقع “يوريك أليرت” (EurekAlert).
والفريق الذي قاده البروفيسور هيروكي كاتو من معهد مناعة القلب والأوعية الدموية في مستشفى بون الجامعي وجد مركبا يثبط عمل إنزيم يسمى “ناقل مجموعة الميثل” (إم تي آر 1) (methyltransferase MTr1) داخل الجسم على نحو يحدّ من تكاثر فيروس الإنفلونزا.
أما المركب المثبط (أي العلاج المكتشف حديثا) فهو جزيء طبيعي يسمى “ثلاثي فلورو ميثيل توبيرسيدين” (trifluoromethyl tubercidin (TFMT)) ينتج من البكتيريا من جنس المتسلسلة (Streptomyces).
وقد أثبت المركب فعاليته في الأنسجة الرئوية وفي الدراسات التي أجريت على الفئران، وأظهر تأثيرًا اتسم بالمؤازرة مع الأدوية الأخرى لعلاج الإنفلونزا.
ولتتكاثر الفيروسات، تحتاج إلى جسم يحتضن هذا التكاثر. وفي الجسم المضيف يقوم الفيروس بحقن المادة الوراثية الخاصة به على شكل حمض نووي، حيث تستخدم في الخلية المضيفة لتنتج فيروسات جديدة.
ولتُميز الخلية الأجسام الوراثية للأجسام الغريبة عن المادة الوراثية الخاصة بها فإنها تستخدم نظام وسم معين تسمي به الأشياء. فالحمض النووي الخاص بنا على سبيل المثال يعرف بغطاء جزيئي يميزه بأنه غير ضار. وهذا الأمر يمكّن الجهاز المناعي من التفاعل بشكل خاص مع ما يراه مهددًا لسلامة الجسم.
الغطاء المسروق
يتشكل الغطاء الجزيئي من حمض ريبوزي يحمل مجموعة “ميثل” (methyl)، والأحماض الريبية بهذا الشكل لا تحفز حدوث استجابة مناعية، وإذا لم تحمل جزيئات هذا الغطاء سيتم تحفيز جهاز المناعة وتهاجم الفيروس.
وحتى يتمكن فيروس الإنفلونزا من الهرب فإنه يطوّر آلية خاصة، ويسرق الغطاء من الحمض الريبوزي للخلية ليغطي به نفسه، وتسمى هذه العملية “خطف الغطاء” (cap-snatching).
أما الإنزيم المعروف باسم “إم تي آر 1” (MTr1) فيزود الحمض الريبوزي الرسول الخلوي بالغطاء الجزيئي. وقد تمكن الفريق البحثي من معرفة مدى اعتماد فيروس الإنفلونزا على هذا الإنزيم.
ووفقا للدكتور يوتا تسوكاموتو، الباحث المشارك في هذه الدراسة، فإن بعض الفيروسات مثل فيروس “سارس-كوف-2” (SARS-CoV-2) يمكنها أن تصنع لنفسها غطاء جزيئيًّا، وفي المقابل فإن فيروس الإنفلونزا يعتمد على سرقة أغطية الأحماض الريبية، ومن ثم فإذا تم تعطيل الإنزيم الذي يعطي الأغطية للأحماض الريبية فلن تتوفر أغطية جزيئية يمكن للفيروس أن يسرقها.