صدمة مسعف فلسطيني: عندما اكتشف أن جثمان الشهيدة التي حملها هي والدته
في قطاع غزة، تتوالى مشاهد الألم والمعاناة، حيث يعيش السكان فصولاً مأساوية لم يشهدها التاريخ الحديث. يتعرض الفلسطينيون هناك لانتهاكات وجرائم متواصلة، تخلف في قلوبهم جراحاً لا تندمل، وسط صمت دولي وإحباط جماعي.
المسعف الفلسطيني عبد العزيز البرديني، البالغ من العمر 28 عامًا، فقد والدته التي استشهدت في قصف إسرائيلي على مخيم المغازي. حدث ذلك بينما كان يعمل على إسعاف المصابين، غير مدرك أن الشهيدة التي حملها بيديه هي والدته. في لحظة حزينة أشبه بمشاهد من قصص مأساوية، اكتشف عزيز الحقيقة الموجعة بعد وصوله إلى المستشفى، حين تعرف على وجه والدته، فانهمر بالبكاء مرددًا: “لم أعرفكِ يا أمي”.
كان البرديني يؤدي مهمته الإنسانية في نقطة طبية بمخيم البريج، حين تلقى إشعارًا حول قصف استهدف مخيم المغازي. وصل إلى موقع الحدث وشرع في إنقاذ المصابين، بما فيهم طفل أصيب بجروح خطيرة، ثم حمل جثمان السيدة التي لم يدرك أنها والدته حتى وصل إلى المستشفى، حيث تلقى الصدمة العميقة.
وفقاً لمصادر محلية، استشهدت والدة البرديني البالغة من العمر 64 عامًا بعد أن أصيبت بشظية تسببت في نزيف داخلي قاتل في الدماغ. وذكرت التقارير الطبية أن إصابات مماثلة باتت مألوفة بين المدنيين نتيجة للقصف المستمر، وسط غياب الحماية للمدنيين.
يصف الدكتور خالد أبو العراج، الذي كان حاضرًا في المستشفى لحظة الواقعة، المشهد بأنه كان مأساويًا وغير مسبوق، حيث بكى جميع الحاضرين من عمق الألم الذي شعروا به عند مشاهدة المسعف الشاب يتعرف على جثمان والدته.
هذه القصة ليست الأولى من نوعها، ففي غزة، يفقد الناس أحباءهم دون سابق إنذار، ويعيشون تجربة الفقدان بشكل متكرر في ظل ما وصفه المراقبون الدوليون كواحد من أصعب الأوضاع الإنسانية في العالم.