أبحاث ودراساتالأخباربحوث علمية

العلماء يفكون لغز الكروموسوم “واي” المحدد لجنس المواليد.

في إنجاز علمي جديد، تمكن فريق من الباحثين من فك شفرة الكروموسوم “واي” المحدد لجنس المواليد لدى البشر. ويمثل هذا الإنجاز تقدمًا كبيرًا في فهمنا لكيفية تحديد جنس الجنين، ويمكن أن يساعد في تطوير علاجات جديدة للعقم وأمراض الذكورة.

الكروموسوم “واي” هو أحد الكروموسومات الجنسية لدى البشر، ويحمل حوالي 50 مليون زوج قاعدي من الحمض النووي. وينتقل الكروموسوم “واي” من الأب إلى الأبناء الذكور، بينما تحمل الإناث زوجًا من الكروموسومات “إكس”.

لطالما كان الكروموسوم “واي” غامضًا بالنسبة للعلماء، حيث يحتوي على نسبة عالية من الجينات غير المشفرة، والتي لا تنتج بروتينات. وتعد هذه الجينات غير المشفرة مهمة لتحديد جنس الجنين، ولكنها لا تزال غير مفهومة جيدًا.

في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون تقنية تسمى “التسلسل الشامل” لقراءة جميع أجزاء الكروموسوم “واي”. وقد تمكنوا من تحديد أكثر من 4000 جين على الكروموسوم “واي”، ووجدوا أن العديد من هذه الجينات تلعب دورًا مهمًا في تحديد جنس الجنين.

وجد الباحثون أن العديد من الجينات الموجودة على الكروموسوم “واي” تلعب دورًا في إنتاج هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الجنسي الذكري. كما وجدوا أن بعض هذه الجينات تلعب دورًا في تطور الخصيتين والأعضاء التناسلية الذكرية الأخرى.

كما وجد الباحثون أن بعض الجينات الموجودة على الكروموسوم “واي” تلعب دورًا في تطور الدماغ الذكري. وخلصوا إلى أن هذه الجينات قد تكون مسؤولة عن بعض الاختلافات بين الدماغ الذكري والأنثوي.

يمكن أن يساعد فهمنا الجديد لكروموسوم “واي” في تطوير علاجات جديدة للعقم وأمراض الذكورة. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد اكتشاف الجينات التي تلعب دورًا في إنتاج الخصيتين في تطوير علاجات جديدة لحالات مثل الخصية المعلقة والخصية النكفية.

قام بالدراسة فريق من الباحثين من معهد جينوميكس في جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، بقيادة كارين ميغا، أستاذة الهندسة الجزيئية الحيوية في الجامعة.

علقت ميغا على الدراسة قائلة: “إن فك شفرة الكروموسوم واي هو إنجاز كبير، ويمثل تقدمًا كبيرًا في فهمنا لكيفية تحديد جنس الجنين. ويفتح هذا الإنجاز آفاقًا جديدة في مجال الطب، ويمكن أن يساعد في تطوير علاجات جديدة للعقم وأمراض الذكورة”.

وأضافت ميغا: “كان الكروموسوم واي غامضًا بالنسبة للعلماء لفترة طويلة، ونحن متحمسون لرؤية ما سيكشفه فك شفرته عن كيفية عمل الجنس”.

كما علق ديفيد ريسنيك، عالم الوراثة في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، على الدراسة قائلاً: “إن هذه الدراسة إنجاز كبير، وتقدم فهمًا جديدًا للدور الذي يلعبه الكروموسوم واي في تحديد جنس الجنين”.

وأضاف ريسنيك: “يمكن أن يساعد هذا الفهم الجديد في تطوير علاجات جديدة للعقم وأمراض الذكورة، ويفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى