دراسة جديدة .. الكولاجين ومكافحة الأورام السرطانية.
قد تكون مكملات الكولاجين عنصرًا أساسيًا منتظمًا على أرفف متجر الفيتامينات المحلي الخاص بك، لكن الباحثين في جامعة تكساس اقترحوا أن هذا البروتين الأكثر وفرة في الجسم قد يكون له استخدام جديد: لمكافحة السرطان.
يتم إنتاج الكولاجين من النوع الأول بواسطة خلايا تسمى الخلايا الليفية وتوجد في الغالب في الأنسجة الضامة في الأوتار، وكذلك العظام والجلد. ومن هنا جاء دورها محل النقاش كمكمل لصحة الجلد والمفاصل.
لكن النتائج الجديدة التي توصل إليها فريق في مركز ” MD Anderson ” للسرطان بجامعة تكساس، والتي نُشرت في 21 يوليو في مجلة Cancer Cell، سلطت الضوء على دور نسخة مختلفة من الكولاجين تنتجها الخلايا السرطانية لحمايتها من الاستجابة المناعية للجسم.
هناك فرق كبير بين شكلي الكولاجين في بنيتهما خارج الخلية
تتكون النسخة الأكثر شيوعًا التي تنتجها الخلايا الليفية من سلسلتين α 1 وسلسلة واحدة α 2، بينما يتكون الكولاجين من خلايا سرطان البنكرياس من ثلاث سلاسل α 1.
وقال كبير مؤلفي الدراسة، راغو كالوري، و هو دكتوراه في الطب في بيان: «تصنع الخلايا السرطانية كولاجين غير نمطي لإنشاء مصفوفة واقية خارج الخلية خاصة بها تساعد على تكاثرها وقدرتها على البقاء على قيد الحياة وصد الخلايا التائية». «يمكن أن يساعدنا الكشف عن هذا التكيف الفريد وفهمه في استهداف علاجات أكثر تحديدًا لمكافحة هذه التأثيرات».
وضع الفريق هذه النظرية موضع التنفيذ من خلال دراسة الفئران المصابة بسرطان البنكرياس التي تم حذف الجين α 1 من هذه الخلايا السرطانية. قلل هذا من انتشار السرطان وأعاد برمجة التركيب البكتيري للورم. هذا يعني أنه كانت هناك زيادة في عدد الخلايا التائية، بالإضافة إلى انخفاض في عدد الخلايا المثبطة المشتقة من النخاع، والتي تعمل بخلاف ذلك على تقليل الاستجابة المناعية المضادة للسرطان في الجسم.
وكانت النتيجة أن جهاز المناعة أكثر فعالية في الفئران، وبالتالي كانت أكثر قدرة على محاربة السرطان. وقال كالوري في بيان «الكشف عن هذا التكيف الفريد وفهمه يمكن أن يساعدنا في استهداف علاجات أكثر تحديدًا لمكافحة هذه التأثيرات».
علاوة على ذلك، استجابت هذه الفئران نفسها بشكل أفضل للعلاج المناعي anti-PD1. و هذا يفتح إمكانية أن يؤدي استهداف الكولاجين الخاص بالسرطان إلى تعزيز الاستجابة المناعية اللازمة لمحاربة السرطان لدى البشر.
قال كالوري: «لا توجد خلية أخرى في جسم الإنسان الطبيعي تصنع هذا الكولاجين الفريد، لذلك فهي توفر إمكانات هائلة لتطوير علاجات محددة للغاية قد تحسن استجابات المرضى للعلاج».
وبينما نظرت الدراسة على وجه التحديد في سرطان البنكرياس، أشار كالوري في استنتاجه إلى أن الكولاجين يظهر أيضًا في أنواع السرطان الأخرى، بما في ذلك الرئة والقولون، مما يفتح الباب أمام مجموعة أوسع محتملة من التطبيقات العلاجية.